زايد جرو -جديد انفو  /الرشيدية 

تداول القريب والبعيد والعدو والرفيق، أخبار كلمة الحمار التي نعت بها القأئد المسؤول،بتغزوت نايت عطا المواطن الطاعن في السن، بإقليم تنغير الذي جاء يلتمس الشفقة والرحمة من أيادي سخرها الله لخدمة المرضى من أطباء ومساعدين في قافلة طبية تطوعية حلت بالمكان.

ساكنة تغزوت نايت عطا واقليم تنغير والجنوب الشرقي عموما،  درجة الحياء فيهم عالية، ولا على اللسان غير الحمد والشكر، عاشوا البسيط وفي البسيط، ولا يطمح الكثير من الأجيال السابقة منهم غير العيش الكريم، ولا يطلبون او يمدون اليد عزة لأي حد إلا حين يتعلق الأمر بأمور لا تُقضى إلا بهم وعلى اياديهم كالتطبيب.

الرجل الذي نعته القائد بهذا الوصف، لا يمكن أن يندمل جرحه، ولا يمكن جبر ضرره وضرر عموم ساكنة  الجنوب الشرقي، لان كل واحد نزل الرجل في قلبه مكانة الأب ،فمهما كانت ردود فعله،ومهما فاض كأسه،لأن صبره انتهى، فيجب أن تلتمس للرجل ألف عذر، فهو طاعن في السن،ومريض، وفي منطقة هشة، عانت ومازالت تعاني من الإقصاء، فإلى حدود 1998 تغزوت نايت عطا، لا ضوء بها الا بالمحرك,ولا ماء الا باجتهاد الجماعة، ولا طريق معبد ولا نقل مقنن، ولا مستوصف يليق ولا حمام في التطلع، ولا أي شيء يمكن أن يحس ذاك المواطن أنه مواطن ،فيأتي شاب أنيق بلباسه الرسمي، ويكرس ثقافة زمن ومعاناة سنوات الرصاص والجمر،فهو أمر مرفوض، مهما كانت الظروف والحيثيات.فقد يشتعل الغضب، وتسمع ما لا يرضيك وما يفتق السمع ،والواجب التقبل لأنك مسؤول، لكن ان تضاعف المرض العضلي بالمرض النفسي فتلك الكارثة.

إهانة الرجل المسن، هو إهانة للمواطن بشكل عام، وإهانة لكل من شبوا بالجنوب الشرقي ،وعانوا من التهميش، وعانوا من لسعات العقارب والافاعي، وكل الزواحف، وعانوا من لدغات ،ولسعات الاستبداد الاستعماري، وعانوا من العري  والجوع وفي أواخر العمر، يسمع الرجل الشيخ من مسؤول نعت 'الحمار ' فذاك مرفوض تماما.

بدوري أدين هذا السلوك بغض النظر عن الحيثيات ،وبغض النظر عن حق التطبيب والعيش الكريم،  وبغض النظر عن موقع المسؤول، وأدينه لأن النعت لا يليق برجل مسن هو الاب والجد والعم والخال، والسند، بسواعده وبسواعد أمثاله استعاد الوطن الكرامة،  ويكفي للمسؤول أن يتذكر ملاحم بوگافر ومعارك تافيلالت وبادو، فهذا الوطن لم يأت رخيصا ذات يوما ،ولم تكن دماء الشهداء والأجداد والآباء هباء، بل في اعلاء شأن الوطن والمواطن، فهي زلة وخطأ وغلط والثمن بالأكيد سيكون غاليا، فلا يكفي عزله، او نقله ،أو تأديبه، لأن التاريخ والذاكرة لا تنسى الإهانات والجروح العميقة،بل تظل موشومة ومحفورة   وقد يتكرر الفعل في مناطق أخرى... لكننا والله شعب لا يستحيي.